هدفت الدّراسة إلى الكشف عن مواطن التّماسك النّصّيّ في إحدى رسائل الجاحظ الموسومة بأدب الحجابة، والرّبط بين النّصّوص المتعدّدة، والبحث في مدى ترابطها وتماسكها باستخدام أدوات الدّراسة. وقد سعت الدّراسة إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية: أ- هل يوجد تماسك نصيّ في رسالة الجاحظ مع احتوائها على نصوص أجناس أدبيّة متعددّة؟ ب- ما دور المستوى النحويّ والدّلاليّ والمعجميّ في التّماسك النّصّيّ؟ ج- ما أدوات الرّبط الّتي استخدمها الجاحظ في رسالته؟ وتكونت الدراسة من ثلاثة فصول: تناول الفصل الاول التعريف بالجاحظ ومؤلفاته وآراء ثُّلّة من الأدباء فيه، وتعريف الحاجب لغة واصطلاحا، والحجابة عبر العصور، وأدب الحجابة، وأسباب ظهورها، والأجناس الأدبيّة المتّصلة بهذا الأدب. وتناول الفصل الثاني علاقة لسانيات النص بالتراث العربي، والتماسك النصي في الدراسات العربية وغيرها، والتعريف بعلم النص، والوسائل التي تسهم في كفاءة الصياغة وانسجامه، والترابط النصي وأدوات التماسك النصي ومستوياته. أمَّا الفصل الثالث فتناول مستويات ترابط النص، والأدوات التي تسهم في تحقيق هذا الترابط وفيه تناول الباحث رسالة الجاحظ الموسومة بأدب الحجابة بالدّراسة، واسْتخرجَ الأمثلة والأدلة التي تؤكد التماسك النصي فيها. وقد أظهرت نتائج الدّراسة أنّ الجاحظ راعى التماسك النصي في رسالته موضوع الدراسة على الرغم من احتوائها على نصوص من الأجناس الأدبية المتنوعة، وقد ظهر ذلك جليًّا في مواضع متعددة من الرسالة وللتدليل على ذلك فقد أورد الباحث أمثلة متنوعة، وأظهرت نتائج الدراسة أن الجاحظ حقق تماسك النص في رسالته موضوع الدراسة على مستويات التماسك النصيّ المتنوعة، ففي المستوى التّركيبي حقَّق الجاحظ التّماسك النصي باستخدام أداتي الربط والتماسك النصي: الحذف، والعطف، وللتدليل على ذلك فقد أورد الباحث عدّة أمثلة من رسالة الجاحظ أدب الحجابة على الحذف في أنواعه سواء أكان حذف جملة، أم حذف مفرد، أم حذف فعل، وقدّر المحذوف وبيّن أثره في ترابط النص، وأورد الباحث أيضا أمثلة على العطف وبيَّن أهميته في تحقيق ترابط النص وتماسكه. وأظهرت نتائج الدراسة أن الجاحظ حقق الترابط والاتساق في النص في المستوى الدلالي باستخدام أداة الترابط النصي الإحالة، وللتَّدليل على ذلك أورد الباحث أمثلة متنوعة من رسالة الجاحظ أدب الحجابة على كل من الإحالة بالضمائر، وبأسماء الإشارة، وبالأسماء الموصولة، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الجاحظ حقق التماسك المعجمي للنص باستخدام أدوات الربط المتنوعة مثل: التكرار، والتضام، والاستبدال، وللتدليل على ذلك فقد أورد الباحث أمثلة من رسالة الجاحظ أدب الحجابة على هذه الأدوات، وبيَّن أثرها في تحقيق التماسك النصي على المستوى المعجمي.