يعد الإعراب والبناء من المصطلحات التي وصف بها النحاة الظاهرة النحوية، فقد قدّم النحاة ضبطاً لهما، فالمُعْرَب هو الذي تتغير حركة آخره بتغير موقعه من الإعراب، بخلاف المبني الذي يلزم حالة واحدة لا تتغير، ويكون مبنيًّا عليها، ولكنّ المفاهيم الصوتية المعاصرة تقدّم تفسيراً للبناء في العربية. ومن هنا جاءت هذه الدراسة لتقدّم تحليلاً صوتيّاً لظاهرة البناء. وتهدف الدراسةُ إلى الوقوف على معالجة القدماء والمحدثين لظاهرة البناء في العربية، وأقوالهم في ذلك، ومعرفة المبنيّات في العربية، وطريقة المعالجة الصوتية فيها، والوقوف على التغيرات الصوتية في المبنيَّات وتحليلها في ضوء ذلك. وقد اتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على استقراء المبنيات في العربية، وتحليل سبب بنائها عند القدماء والمحدثين. تتألف هذه الدراسة من مقدمة، وأربعة فصول، وخاتمة، شملت المقدمة أهمية علم الأصوات في فهم علوم اللغة العربية عامة، وعلم النحو خاصة، وتحدثت بنظرة عامة عن رأي القدماء والمحدثين في أسباب البناء، كما احتوت على مشكلة الدراسة، وأهميتها، وأهدافها. أما الفصل الأول، فجاء تحت عنوان: " البناء: المفهوم والمعالجة التراثيّة"، وتناول الفصل الثاني " بناء الحروف"، وعالج الفصل الثالث" بناء الأفعال" والفصل الرابع " بناء الأسماء". وعرضت في الخاتمة خلاصةً لأهم ما جاء في هذه الدراسة، وأهم النتائج التي توصلت إليها. وقد توصّلت الدراسة إلى نتائج من أهمها: تفسير ظاهرة البناء تفسيراً صوتيّا؛ لأن هذه الظاهرة في حقيقتها العلمية تغيراتٌ صوتيَّة ليس لها صلة بالإعراب إلا ما سموه الإعراب التقديري، وهو لا يفسر هذه الظاهرة.