تنبع أهمية الدراسة من تصور أولي مفاده أنّها تقوم على الجمع بين التنظير والتطبيق للوصول إلى دراسة شاملة حول المقامة، فبالاعتقاد أنّ التنظير وحده غير كافٍ بل يستدعي إتباعه بالتطبيق حتى تصل الدراسة إلى غايتها القصوى من تحقيق المراد وهو التعرف عن قرب إلى فن رائد، وهو فن المقامات، وأنّ القراءة النصية ستكون بتصور الباحثة دراسة شاملة إذ أنّها ستبدأ من النص وتنتهي عنده، وتهدف الدراسة إلى التعرف على فن المقامات: أصوله ونشأته، والتعرف إلى مكونات المقامة الأدبية والفنية، والوقوف عند سّماتها الفنية والتّطرّق للغة والأسلوب، وتناول بعض المقامات من خلال القراءة النصية الوافية؛ للتعرف على مواطن الجمال فيها، واعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يتناول الظاهرة، ويصفها، ويقوم بتحليل جزئياتها ، وتوصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها: أولاً: إنَّ اختيار أسماء للشخصيات في مقامات بديع الزمان المتمثلة بشخصيتي الراوي عيسى بن هشام والبطل أبو الفتح الإسكندري جاءت تأكيداً على ارتباطهما بواقع المجتمع العباسي، فهما قد لا يكونان اسمين افتراضيين من نسج خيال بديع الزمان، فقد كان يمثل كل منهما شخصية حقيقية، وشخصية رامزة، كونهما ينطلقان من الواقع، ولم تتوقف وظيفتهما عند البعد الواقعي فقط بل تجاوزت منها إلى أبعاد رمزية منحت النص إمكانيات تأويلية مكثفة، وأبعاد جمالية مضاعفة. ثانياً: تقديم دراسة شاملة حول فن المقامة لأنّها جمعت بين التنظير والتطبيق بأسلوب واضحٍ ومنظّم؛ كي يتمكن القارئ لهذه الدراسة من استيعابها بيسرٍ وسهولة، وهدف الباحثة من وراء ذلك هو إيصالها لأكبر عدد من القرّاء المهتمين بهذا الفن الراقي. ثالثاً: تمكنت من الكشف عن الدلالات والرموز المختزلة في النصوص التي تمّ تحليلها.