تبحث هذه الرسالة في التماسك النصي في سورة آل عمران داخلياً وخارجياً وصولاً إلى صفته ومواطنه وتبيان وجوه التماسك وأهمها: الإحالة (بالضمير وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة) والحذف والعطف والتكرار من أجل بيان علاقات التماسك في سورة آل عمران من خلال التركيز على الجانبين النظري والتطبيقي لتحديد مفاهيم التماسك النصي ومعاينته من خلال الانسجام شكلاً ودلالة ًوفق تجليات تظهر التناسب والانتظام في سورة آل عمران . وقد حظي التماسك النصي في التراث الأدبي بدراسات للجاحظ وابن طباطبا وحازم القرطاجني ويظهر من خلال التلاحم والتعريض والتلخيص في التراث الأدبي النقدي، وأما التماسك النصي بلاغياً فقد ظهر جلياً في كتابات ابن قتيبة وعبد القاهر الجرجاني، فالألفاظ تتلاحق متجاورة بعلاقات نصية مترابطة، وأمَّا التماسك النصي في علوم القران والتفسير فقد ظهر لدى الزركشي والزمخشري والرازي والسيوطي والطبري والبقاعي من خلال علم المناسبات وفواتح السور، وأبرز أدوات التماسك فهي الإحالة وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة والعطف والمقارنة وغيرها . ويقوم التماسك بالربط بين العناصر وفق أساس التناسق ،وبحثت الرسالة في سورة آل عمران تطبيقياً من خلال بيان البنية الواحدة المتماسكة وأدوات التماسك ووظيفتها وبيان الإحالات الداخلية والخارجية وعلاقات السياقات الاجتماعية وحكم الآيات وسبب النزول. ويظهر الاستبدال في اتساق النص وتمازجه ووحدته في المستبدل والمستبدل فيه من خلال استمداد النص بالسوابق واللواحق، وأما الحذف فيقدم تماسكاً عميقاً بليغاً وكذلك العطف الذي يعني الوصل اللفظي وتجديد العلاقات النحوية واللغوية والسياقية، وأما التماسك المعجمي فيظهر من خلال التكرار والتضام في سورة آل عمران.