تسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن المشهديّة الشعرية الوصفيّة والسرديّة والحواريّة، وكيفية تفاعلها مع تقنيات السينما، كاللقطة والسيناريو والمونتاج في شعر سميح القاسم، أحد أشهر الشعراء الفلسطينيين في العصر الحاضر، كما تهدف إلى إظهار مدى قدرة الشاعر على تشكيل لغته الشعريّة بطريقة تتلاءم مع واقعه، وتخدم قضيته، وتجسّد معاناته، مستعيرًا من أدوات الأجناس الأخرى مادته؛ ليغدو النص الشعري مشهدًا متحركًا تندغم فيه أدوات التجربة الشعريّة. وتكمن أهمية هذه الدراسة في تلمس دور المشهد الشعري وتقنيات السينما في الكشف عن رؤية الشاعر وتصوير تجربته الشعريّة. وتتبع الدراسة تحليل المشهديّة الشعريّة، والتقنيات السينمائيّة لدى الشاعر من خلال توظيف المنهجين: البنيوي والسيميائي اللذين يهتمان بالبنية اللغويّة للنص الأدبي ويستثمران الأدوات النقدية لاستنطاق الدلالة الكامنة فيه. وكان من أهم النتائج التي خلصت لها الدراسة هو كثافة حضور الدّوال اللفظية التقابليّة في تصوير القضية الفلسطينيّة، وتعاورها في إبراز الخصوصيّة الجماليّة للشعر الفلسطيني بعامّة وشعر سميح القاسم بخاصّة. وتكونت الدراسة من تمهيد يتناول علاقة الشعر العربي المعاصر بالفنون الأخرى، والتعريف بالشاعر سميح القاسم، ثمّ قُسّمت الدراسة إلى بابين: الباب الأول- أنماط المشهديّة الشعريّة، والباب الثاني- تقنيات التصوير السينمائي، وكل باب يحتوي على ثلاثة فصول، وكل فصل ينطوي على عدّة مباحث متفاوتة في عددها. الكلمات المفتاحية: الوصف، السرد، الحوار، اللقطة، السيناريو، المونتاج، المصوّر، السيناريست، المونتير.