الإشراف على رسائل الماجستير
تجليات الشعرية في شعر كريم معتوق
تاريخ مجلس الدراسات العليا
2022-12-28
اسم الطالب
رنا جمال اسماعيل كتكت
ملخص الرسالة
يتناول البحث الموسوم بـ "تجليات الشعرية في شعر كريم معتوق" جوانب الشعرية في شعر الشاعر الإماراتي عبد الكريم معتوق، وهو شاعر عربي حديث، ويحاول في الفصل الأول البحث في مصطلح الشعرية ومفهومه منطلقا من المعنى اللغوي ثم الاصطلاحي لذلك المفهوم، ويؤشر إلى تطور المفهوم منذ أرسطو،ويعرّج على اهتمام النقد العربي القديم بالتأصيل لحدّ الشعر وخصاص الشعرية عند العديد من النقاد : كالجاحظ وابن قتيبة وابن طباطبا وقدامة بن جعفر مرورا بابن رشيق القيرواني ثم ابن سنان الخفاجي وابن رشد وحازم القرطاجني وابن الأثير، ويشير إلى التطور في تعريف الشعر وماهيته عند العرب، من قول موزون مقفى إلى ذي معنى إلى ضرورة وجود عنصر التخييل فيه.
ثم يتناول الفصل تطور مفهوم الشعر والشعرية وبروز مصطلح الشعرية عند النقاد الغربيين ومنهم رومان جاكوبسن وتزفيتان تودوروف وجان كوهين، ويناقش تطور المفهوم عند هؤلاء النقاد الثلاثة، فقد وضع جاكوبسن محددات للشعرية في كتابه مفاهيم الشعرية، ورأى تودوروف أن الشعرية مقاربة للأدب مجردة وباطنية في الآن نفسه،ويرى جان كوهين أنّ الشعرية كامنة في الشعر، وموضوعها الكشف عن سحر اللغة والانزياحات التي تعتريها، ثم يؤشر إلى انتقال هذا المصطلح إلى النقد الأدبي الحديث لدى مجموعة من الدارسين والنقاد العرب، ومنهم نازك الملائكة، وكمال أبو ديب الذي يطلق عليها مصطلح الفجوة أو مسافة التوتر وهي لغة تتجسد فيها فاعلية التنظيم على مستويات متعددة ينشأ عن تنظيمها فجوة بين اللغة الشعرية واللغة غير الشعرية، وكذلك يعالج أدونيس مفهوم الشعرية انطلاقا من البحث في الخصائص الجديدة للشعر العربي الحديث.
ويحاول البحث الاتكاء على تعريف معين في ولوجه إلى بحثه التطبيقي في شعر الشاعر الإماراتي الحديث عبد الكريم معتوق من خلال مجموعة من دواوين الشاعر المنشورة والمشار إليها في مراجع البحث وهوامشه، ويستخدم الباحث المنهج الوصفي في رسالته ويحلل بعضا من النماذج الشعرية بما يخدم فكرة البحث والشعرية في شعر معتوق.
ويقسّم الفصل الثاني إلى ثلاثة مباحث يتناول المبحث الأول العنوان وشعريته ويعرّج على مفهوم العنوان وعلاقته بالقصيدة ودوره في إضاءة البؤر المعتمه فيها ،ويناقش قيمته الجمالية الشعرية باعتباره حلقة أساسية من حلقات البناء الإستراتيجي للنص، وفي المبحث الثاني يتحدث عن شعرية التناص في أشكاله المتعددة المباشرة وغير المباشرة، أو ما كان تناصا أدبيا أو دينيا أو غير ذلك، وتستدعي الباحثة مجموعة من النصوص الشعرية وتحلل ما فيها من تناص وتبرز دور ذلك التناص في شعرية النص الشعري، وتنصرف نحو الاهتمام بتناص شعر معتوق مع آي القرآن الكريم، وتبرز جمال استخدام الآية بشكل مباشر، أوعن طريق امتصاص النص القرآني وبناء نص جديد يتكئ عليه .
وتتناول الباحثة في الفصل الثالث شعرية الألفاظ واللغة التي تؤشر إلى الوطن وحبه، وإنسان ذلك الوطن ورموزه السياسية والدينية والاجتماعية، وتتحدث عن استدعاء الوطن الكبير في نصوص عبد الكريم معتوق، واستدعاء الوطن الصغير الإمارات العربية المتحدة فيه، وتتحدث عن شعرية استدعاء أسماء الأعلام في مستوياته الوطنية والقومية والبشرية العامة، وتحلل مجموعة من النماذج الشعرية من دواوين الشاعر المتعددة.
وخلصت الباحثة إلى أنّ الشاعر وظف الوطن في لغته الشعرية، ورصد عددا كبيرا من المظاهرالتي يراها ذات قيمة شعرية في وطنه الكبير وأمته العربية، فوظف قضاياها العامة في شعره وحول تلك القضايا إلى مواضيع شعرية يعبّرعنها بلغة جميلة ملأت مساحة لا بأس بها من نصوصه الشعرية، وتغنّى بوطنه الإمارات وبقضاياه، وتغنّى بالذكريات الجميلة في ربوعه، وحوّل تلك الأمور إلى لغة شعرية آسرة.
وقد جمع البحث بين التنظير والمقدمات النظرية واستخلاص مفاهيم المصطلحات ثم التطبيق عليها سواء في تحديد مفهوم الشعرية أو في تحليل النص، وانطلق التحليل من أنّ الشعرية هي كل شيء يجعل من الشعر شعرا أو يكسب الأدب جمالا ورونقا، واتصف تحليل النصوص المختارة بعدم الدخول إلى عمق النص بل اكتفى بالتقافز على السطوح بحثا عن نماذج تثبت شعرية القصائد دون الغوص في أعماقه.
وختمت الباحثة رسالتها باستخلاص أهم النتائج التي توصلت إليها، ومنها: إن عناوين دواوين كريم معتوق الخاصة بدواوينه ارتبطت بصورة عامة بمحتوى ما في هذا الديوان أو ذاك من موضوعات أو أفكار عامة، وكذلك كانت عناوين القصائد دالة مرتبطة بمحتوى النص ومضمونه، فقد كانت عتبات عناوينه دالة ومضيئة لبعض بؤره المعتمة، ولا ينفي هذا وجود عناوين تحتاج إلى قراءة تأويلية لربطها بجسد النص. واعتنى الشاعر بانزياح دلالات المفردات المختارة لتشكل عناوين خارجية للدواوين أو داخلية للقصائد .
واستدعى معتوق العديد من النصوص والأسماء في شعره كأسماء الشخصيات والأماكن غير