وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 1.3 مليار شخص، أوما يقارب من 16% من سكان العالم، من إعاقات خطيرة. ويتزايد هذا العدد بسبب عبء الأمراض المزمنة، وحوادث المرور، والحوادث الصناعية، والحروب والصراعات، وطول العمر.
يأتي الأشخاص ذوو الإعاقة من خلفيات متنوعة ويواجهون فوارق صحية، مما يؤدي إلى الوفاة المبكرة وتدهور في الحالة الصحية.
في عام 2015، في الأردن، بلغ العدد الإجمالي للأفراد الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق والذين أبلغوا عن إصابتهم بإعاقات 651,396، وهو ما يمثل 11.1٪ من سكان الأردن الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات فما فوق، مما يعني أن واحدًا تقريبًا من كل تسعة أفراد يقع ضمن هذه الفئة. وتمثل الإعاقة البصرية الإعاقة الأكثر شيوعا بين الأردنيين بعمر 5 سنوات فما فوق، بنسبة انتشار تصل الى 6.0%، تليها الإعاقة الحركية بنسبة 4.8%.
تلعب التكنولوجيا والادوات المساعدة كالاطراف الصناعية دورا حاسما في تعزيز الإدماج والمشاركة، وخاصة للأفراد ذوي الإعاقة وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. إن الهدف الأساسي من الأدوات المساعدة هو الحفاظ على أداء الفرد واستقلاله أو تعزيزهما، مما يساهم في رفاهيته بشكل عام.
وإدراكاً لهذه الحاجة الملحة، أنشأت جامعة الإسراء مركزاً مخصصاً لتدريب الفنيين المؤهلين في مجال الأطراف الاصطناعية، وتقديم الخدمات لأفراد المجتمع، ودعم الأردن في تنفيذ الهدف الثاني من خطة العمل العالمية للإعاقة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. يركز هذا الهدف على تعزيز وتوسيع خدمات إعادة التأهيل.
ومن خلال إنشاء هذا المركز، تهدف الجامعة إلى المساهمة في تحقيق هدف مبادرة GATE التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تسعى إلى تحسين الوصول إلى الأطراف الصناعية عالية الجودة وبأسعار معقولة على مستوى العالم. بالإضافة إلى ذلك، يهدف هذا المشروع إلى ضمان حصول جميع الأفراد على الخدمات المساعدة والصحية التي يحتاجونها، ذات جودة كافية لتكون فعالة، دون مواجهة صعوبات مالية بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، يركز المركز على تقديم خدمات تراعي الفوارق بين الجنسين من خلال تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في القوى العاملة. ومن هنا تمت الموافقة على إنشاء مركز جامعة الإسراء للأطراف الصناعية والتدريب من قبل مجلس أمناء جامعة الإسراء بتاريخ 22 أغسطس 2024 بموجب القرار رقم 2/10-2023/2024.
في العديد من البلدان النامية، وخاصة في الشرق الأوسط، هناك نقص في مراكز التدريب التي تقدم مجموعة من البرامج عالية الجودة لتدريب الموظفين بشكل مناسب على تركيب الأطراف الاصطناعية وتصنيعها وتقييمها. إن عدد الخريجين من هذه البرامج غير كاف، والعديد من المتخرجين يفتقرون إلى المهارات اللازمة. وفي الوقت الحالي، يفتقر أكثر من 75% من البلدان النامية إلى برامج التدريب على الأطراف الاصطناعية، مما يؤدي إلى عدم كفاية التغطية لهذه الخدمات الأساسية. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة عدد الموظفين المدربين لضمان أن يتمكن كل شخص محتاج، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي والاقتصادي أو موقعه، من الوصول إلى هذه الخدمات. لا يوجد في الأردن مركز يقوم بتدريب فنيي الأطراف الاصطناعية على مستوى الدبلوم المتوسط، كما أن عدد الأفراد الذين يحتاجون إلى الأطراف الاصطناعية في الأردن متزايد.
ينصب التركيز الأساسي لمركز الأطراف الاصطناعية على التعليم والتدريب. ويهدف المركز إلى إعداد الطلاب والمهنيين في مجال الأطراف الصناعية من خلال التدريب العملي والبرامج التطبيقية. وهذا يساعد على تحسين مهاراتهم وتوسيع فرص عملهم في السوق. مركز الأطراف الاصطناعية والتدريب في جامعة الإسراء ليس مجرد منشأة طبية، بل هو مركز للمعرفة. وستكون جامعة الإسراء أول من ينشئ مركزاً للأطراف الصناعية في الأردن وعلى حد علمنا في المنطقة.